خلال اجتماع وزراء خارجية « التعاون الإسلامى» باسطنبول عبدالعاطى: التسوية السلمية الخيار الوحيد للسلام بالمنطقة.. وويتكوف: لدينا فرصة لاحتواء الموقف

شدد د. بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، خلال اتصال هاتفى أمس مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكى الخاص للشرق الأوسط، على أهمية وقف التصعيد وإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واستئناف مسار المفاوضات بشأن البرنامج النووى الإيرانى.
يأتى الاتصال فى إطار التنسيق والتشاور المستمر بين مصر والولايات المتحدة بشأن التطورات الخطيرة والمتسارعة فى المنطقة، وتناول التطورات المقلقة فى المنطقة فى ضوء التصعيد العسكرى بين إسرائيل وإيران، وما ينطوى عليه من تهديد خطير لأمن واستقرار الإقليم.
وأكد عبدالعاطى أنه لا توجد حلول عسكرية للصراعات، وأن التسوية السلمية والحوار السياسى يظلان الخيار الوحيد لضمان استدامة الاستقرار والسلم فى منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، أطلع ويتكوف وزير الخارجية د. بدر عبدالعاطى على الرؤية الأمريكية لتطورات الأوضاع، والجهود المبذولة لإعطاء المسار الدبلوماسى فرصة لاحتواء الموقف.
واستمرارا للقاءاته على هامش فعاليات اجتماع منظمة التعاون الإسلامى، الذى تستضيفه إسطنبول، استعرض عبدالعاطى، خلال اجتماعه أمس مع عباس عراقجى، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الاتصالات المكثفة التى أجراها خلال الأيام الأخيرة، والتى تدفع نحو خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، وأهمية اللجوء للمسار الدبلوماسى والسياسى للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووى الإيرانى لاحتواء الموقف المتصاعد، وتحييد خطر تأجيج الوضع بالمنطقة.
واتفق الوزيران على مواصلة الاتصالات، واستمرار التشاور للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة يحفظ أمن واستقرار المنطقة.
وخلال لقاء نظيره العراقى فؤاد حسين، أشار عبدالعاطى إلى أن التطورات والتحديات الإقليمية تفرض على الدول العربية تعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، منوهًا إلى الحرص على تنفيذ المشروعات المشتركة التى تندرج فى إطار آلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن.
وخلال لقاء نظيره السعودى الأمير فيصل بن فرحان، على هامش مشاركتهما فى اجتماعات منظمة التعاون الإسلامى، تبادل الوزيران الرؤى إزاء تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران على الأوضاع فى المنطقة، حيث جدد وزير الخارجية تأكيد ضرورة بذل كل الجهود السياسية والدبلوماسية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، واستئناف المسار الدبلوماسى للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووى الإيراني
واستعرض عبدالعاطى الرؤية المصرية بشأن منتدى الاستثمار المصرى ــ الخليجى، المقرر أن تستضيفه القاهرة خلال العام الجارى تحت مظلة الآلية التشاورية الوزارية بين مصر ومجلس التعاون الخليجى، والمتوقع أن يسهم فى تحقيق نقلة نوعية فى مسيرة التكامل الاقتصادى المصرى الخليجى، وأشاد بالروابط الأخوية التى تتمتع بها العلاقات المصرية ـ السعودية، مؤكدًا الحرص على تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى ــ السعودى، وعقد منتدى الاستثمار المصرى ــ السعودى بحضور الوزراء وكبار رجال الأعمال من الجانبين، باعتباره خطوة مهمة وبناءة لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وكانت مصر قد أدانت الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المنشآت النووية الإيرانية، والتى تنتهك القانون الدولى الإنسانى وقرارات الوكالة ومجلس الأمن ذات الصلة، والتى تستمر تل أبيب فى ضربها بعرض الحائط، مؤكدة أنه لا حلول عسكرية لهذه الأزمة، محذرة فى الوقت نفسه من أن النهج التصعيدى الحالى سيقود المنطقة إلى المجهول وإلى صراع أوسع فى الإقليم، ينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على الأمن والاستقرار الإقليميين، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود والتركيز على وقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، ووقف التصعيد العسكرى الراهن.
جاء ذلك فى كلمة د. بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، خلال مشاركته أمس فى الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى، والتى تعقد فى إسطنبول على مدى يومين، تحت شعار «منظمة التعاون الإسلامى فى عالم متغير».
وأكدت مصر أن التعامل مع الملف النووى الإيرانى يجب أن يتم فى إطار مقاربة شاملة تعالج كافة الشواغل الأمنية ذات الصلة بعدم الانتشار النووى فى المنطقة، من خلال إقامة المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، وإخضاع منشآت إيران النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف عبدالعاطى أن اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى يأتى فى ظل تصعيد خطير تشهده المنطقة إثر العدوان الإسرائيلى على إيران، والذى يعد تصعيداً إقليمياً سافراً وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وهو التصعيد الذى تدينه مصر لما يمثله من تهديد مباشر للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمى والدولى. وقال إنه على خلفية هذا المشهد الإقليمى المعقد، فلا يتعين أن ننسى ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من انتهاكات مستمرة نتيجة للعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، والمساعى الخبيثة التى تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطينى الأبى والصامد من أرضه، فى انتهاك صارخ للشرعية الدولية والقانون الدولى ككل.