مع دخول الخريف .. تعرف على الفرق بين نزلة البرد وكوفيد والإنفلونزا

مع قدوم فصل الخريف تنتشر نوبات السعال ونزلات البرد، وفي ظل تزايد حالات الإصابة بأعراض تنفسية متشابهة مع دخول موسم الخريف، بات من الضروري التفريق بين نزلات البرد والإنفلونزا وفيروس “كوفيد-19″، خاصة أن التشخيص المبكر يسهم في سرعة التعافي وتقليل العدوى، وتشير دراسات طبية حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، ومجلة لانست للأمراض المعدية إلى أن الفروق بين هذه الأمراض قد تكون دقيقة لكنها واضحة عند تحليل الأعراض ومدتها وشدتها، لكن لماذا يحدث ذلك الآن؟ وكيف يمكنك أن تعرف إن كان الأمر أكثر من مجرد نزلة برد؟ وكيف تتجنب الأسوأ؟.
تبدأ نزلة البرد العادية عادة بشكل تدريجي، وتكون أعراضها خفيفة تشمل انسداد أو سيلان الأنف، التهاب الحلق، عطس متكرر وسعال خفيف دون ارتفاع كبير في درجة الحرارة. ووفقًا لتقرير من Mayo Clinic، فإن نزلات البرد نادرًا ما تسبب إرهاقًا شديدًا أو آلامًا في الجسم، وغالبًا ما تستمر لمدة أسبوع تقريبًا وتتحسن تلقائيًا دون تدخل طبي كبير.
أما الإنفلونزا الموسمية، فتبدأ فجأة وتُحدث ارتفاعًا واضحًا في درجة الحرارة (تصل أحيانًا إلى 40 مئوية)، مع صداع حاد وآلام في العضلات والمفاصل وشعور عام بالإرهاق. وأظهرت دراسة من (CDC) المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن الإنفلونزا تتسبب في مضاعفات أكثر خطورة لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية.
بينما فيروس كوفيد-19، الذي ما زال يشكل تهديدًا صحيًا عالميًا رغم تراجع حدته، يجمع بين أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد، لكنه يتميز بفقدان حاستي الشم والتذوق، إضافة إلى صعوبة التنفس وألم الصدر في الحالات المتقدمة. ووفقًا لأبحاث منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن نحو 60% من المصابين بكوفيد يعانون من الإرهاق والحمى والسعال الجاف، في حين تظهر أعراض هضمية كالإسهال أو الغثيان لدى نسبة أقل.
وتوصي الدراسات بضرورة إجراء اختبار تشخيصي سريع لتحديد الإصابة بدقة، خاصة في حال وجود حمى مرتفعة أو ضيق تنفس أو تاريخ مخالطة لمصاب. كما تؤكد الأبحاث أن الوقاية تبقى السلاح الأهم: غسل اليدين بانتظام، تجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامة في حالة الأعراض التنفسية.
في النهاية، ورغم تشابه نزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد في بدايتها، فإن الفهم الدقيق للفروق، والاستعانة بالرأي الطبي عند الشك، يظل خطوة أساسية لحماية الفرد والمجتمع من العدوى والمضاعفات




